الاثنين، 29 مارس 2010

حذاء الخوري وسحب الدخان .... وهوية المفكر العربي

حذاء الخوري وسحب الدخان .... وهوية المفكر العربي

إذا لم يكن في حسبان الكاتبة والأديبة كوليت الخوري وهي تتقدم لاستلام جائزة القدس ضمن فعاليات الموتمر الرابع والعشرين لاتحاد الكتاب العرب أن ينخلع حذائها فإنه من باب أولى ألا يكون في حسابها أن هذه الحادثة العرضية البسيطة ستكون سببا لشحذ همم الكتاب العرب لتدوينها شعرا وخطبا عصماء فمنهم من قيم الحذاء بآلاف الدنانير ومنهم من قارنه بحذاء الزيدي وغيرها من المقارنات والمقاربات وكأن الفكر العربي يختزن في ذاكرته أن كرامته لا ترد إلا بحذاء فأي كرامة هذه التي يردها حذاء؟

من جانب آخر أينما نولي وجوهنا خارج قاعات المؤتمر نجد سحبا كثيفة يزجيها سيجار المفكرين العرب والذين ينبغي أن تكون عقليتهم أكثر رقيا ووعيا مما هم عليه فلا احترام للوحات منع التدخين ولا مراعاة لمن هو بجانبهم وكأن حال المفكر العربي لي ما أريد وليس لأحد الحق معي

أمر آخر لم يتفق المفكرون العرب حول مصطلح الهوية هل هُوية أم هَوية أم هِوية عند بعضهم وبغض النظر عن كيفية نطق المصطلح إلا أنه كان ينبغي للمفكرين العرب (كما يزعمون) أن يتفقوا فيما بينهم على طريقة لنطق الكلمة ولا يكفي أن نقول كل الطرق تؤدي إلى المعنى المنشود وأن لي اللسان هذا ما هو إلا قشر الموز ودعونا نصل إلى اللب مباشرة ولكننا دائما ما نصدم باللب الذي يزعمون من حيث سطحية الكلمات والمعنى فنجد سبا وشتما لكل ما هو حديث وما هو عابر إلينا من وراء البحار بينما الواقع أن كل ما حولنا هو قادم من هناك

آخر الأشياء قد تتفقون معي بأن فكر الإنسان ومعرفته تجعله أكثر بالا ورحابة صدر بينما ما لامسناه من المفكرين العرب هو النعرات وقذف الآخر بالسباب ونعتهم بقلة الأدب عندما يختلفون معه في الرأي

وأخيرا أطرح سؤالا غير بريء البتة هل هذه هي هوية المفكر العربي أم كان ينبغي لتلك المؤسسات الباعثة بهم أن تختار الأفضل لا الأقرب إلى القلب ولنا في بيان المؤتمر دليل وعبر

هناك 5 تعليقات: